
“أرجونمد بانو باكام” .. زوجة امبراطور الهند “شاه جاهان” الملقب بـ “شاهنشاه العادل” سليلة الأشراف فهي حفيدة “ميرزا غياث بيك” رئيس وزراء الإمبراطور المغولي الرابع “جيهانجير”، وابنة “خواجة أبو الحسن” الذي كان يعرف في بلاط “جيهانجير” بلقب “يامن الدولة عاصف خان” رجل ذو طلعة مهيبة ويحظى باحترام كبير..
لقد كانت شديدة الذكاء.. باهرة الجمال كما ترسمها لوحات عصرها. وكانت تأنس للموسيقي وتقرض الشعر بالفارسية..
هي وحدها بين نساء العالمين التي خلدها الفن المعماري بتحفة بنائية والتي تعتبر من إحدى عجائب الدنيا السبع فمن أجلها شيد الزوج المتيم “شاه جاهان” إمبراطور الهند روضة “تاج محل” ...

تميز تاج محل ببنائه الضخم المتناسق النسب بطريقة جمالية تخطف الأبصار وأيضاً برخامه الأبيض المرمري الذي استخدم في تشييد الجدران من الداخل والخارج وفرش الأرضيات وتشييد القبة الضخمة.

تاج محل تلك المعجزة المعمارية الخالدة.
هو عمارة بيضاء صافية من الرخام والجرانيت تروى أروع قصص الحب والوفاء..
فالمبنى فهو مثال للروضات أو المدافن التي عمرت بها أرجاء الهند خلال عصر أباطرة المغول وقد شيد بأمر شاه جيهان فيما بين عامي 1632م. و 1653تخليدا لذكراها ووفاء لها..

وهو يضم مجموعة من المباني يتوسطها مبنى القبة الرخامية البيضاء التي تضم قبرا للملكة “ممتاز محل” ثم لزوجها الإمبراطور “شاه جيهان”.


ويكتمل بهاء تاج محل بمجموعة الحدائق وبرك وقنوات المياه التي تحيط به من كل جانب وهي بتصميماتها الهندسية وأشجارها وأزهارها تحفة طبيعية جديرة بأن تكون إطارا للعمل الهندسي الفذ.


أن الهنود يتبركون بتاج محل باعتباره دليل الوفاء والإخلاص، ويعتقدون أن مجرد طواف الزوجين به قبل الزواج مباشرة يمنحهما الحياة السعيدة والاستقرار العائلي والحب والوئام وروح التضحية المتبادلة.
وصف الإمبراطور شاه جيهان تاج محل بهذه الكلمات:
“إذا لجأ إلى هذا المكان شخص مثقل بالذنوب، فسيتطهر من ذنوبه، كالمغفورة له خطاياه. وإذا لجأ الآثم إلى هذا القصر، فستنمحي جميع خطاياه السابقة. إن النظر إلى هذا القصر يترك بين حنايا القلب شعورًا بالحزن. لقد شُيد هذا البناء في هذا العالم ليعرض جلال الخالق وقدرته”..
إرسال تعليق